في تحول غير تقليدي في قطاع الرعاية الصحية، أصبحت جزيرة "رواتان" الكاريبية، التي كانت غير معروفة نسبيا، وجهة مفضلة للأثرياء الذين يسعون إلى إبطاء الشيخوخة أو حتى "العيش للأبد". ذلك بفضل غياب القوانين والتنظيمات التي تحكم العلاجات الجينية التجريبية في الجزيرة.
تقع جزيرة "رواتان" على بعد 40 ميلا من الساحل الشمالي لهندوراس، وتحتضن مدينة خاصة تسمى "بروسبيرا". هذه المدينة تميزت بكونها خالية من الضوابط التنظيمية التي تحكم الممارسات الطبية المتطورة، مما يجعلها موطنا للعديد من العيادات والشركات التي تقدم علاجات طبية مبتكرة وغير معتمدة رسميا من الهيئات التنظيمية مثل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.
في هذا السياق، تتيح هذه البيئة القانونية الفريدة للشركات تقديم تقنيات وعلاجات طبية حديثة دون الحاجة إلى موافقة الهيئات الرسمية. هذه العلاجات قد تكون غير مثبتة علميا بالكامل أو لم تخضع لاختبارات صارمة لضمان سلامتها وفعاليتها.
من أبرز هذه العلاجات هو العلاج الجيني باستخدام الفوليستاتين، وهو بروتين يساعد على تنظيم التمثيل الغذائي ويسهم في وظائف حيوية متعددة، مثل نمو العضلات وصحة العظام والجهاز التناسلي. ويقال إن هذا العلاج، الذي يتضمن حقن جزيئات الحمض النووي لتحفيز الجسم على إصلاح نفسه، قد يساهم في تحسين الصحة العامة، حيث تدوم آثاره من عام إلى عامين.
أظهرت الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن الفوليستاتين قد يزيد من عمر الفئران بنسبة تصل إلى 32.5%. وفي بداية عام 2024، خضع براين جونسون، المستثمر المعروف الذي أنفق ملايين الدولارات لمحاربة الشيخوخة، لهذا العلاج، وأعرب عن إعجابه بالنتائج التي حصل عليها.
تستمر جزيرة "رواتان" في جذب أولئك الذين يرغبون في استكشاف أحدث التطورات في عالم الطب، رغم أن هذه العلاجات تبقى مثار جدل نظرا لعدم خضوعها للاختبارات الرسمية المعتمدة.