أعلن قائممقام قضاء أمرلي في محافظة صلاح الدين، ميثم نوري اليوم الجمعة، أن القضاء يشهد "أخطر" أزمة جفاف منذ أكثر من 100 عام، بعدما وصلت بحيرة أمرلي - الخزين المائي الوحيد للمنطقة - إلى مرحلة الجفاف التام لأول مرة في تاريخها، وسط دعوات للحكومة بالتدخل العاجل.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام.
وقال نوري في تصريح صحفي تابعته ( وكالة فيديو ) إن مستويات الجفاف غير المسبوقة أفرغت بحيرة أمرلي بالكامل، الأمر الذي وضع عشرات القرى في مواجهة عطش حقيقي، واضطر الأهالي للاعتماد على الآبار الارتوازية لتأمين مياه الشرب والاستخدامات المنزلية اليومية .
وأضاف أن الجفاف ألغى كل خطط الزراعة الشتوية بسبب انعدام مصادر السقي، ما يهدد بانهيار الموسم الزراعي بشكل كامل محذراً من "كارثة بيئية وإنسانية وشيكة في حال عدم هطول الأمطار أو وصول سيول تغذي مصادر المياه .
كما أشار القائممقام، إلى أن "أمرلي، التي يعتمد معظم سكانها على الزراعة وتربية المواشي تواجه تحدياً وجودياً يهدد حياة السكان ويدفع نحو نزوح قسري إذا لم يتم التدخل العاجل من قبل الحكومة الاتحادية لتأمين بدائل مائية عاجلة".
ويعاني العراق منذ سنوات من تداعيات التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، فضلاً عن تناقص الإيرادات المائية من دول الجوار ما جعل البلاد من بين أكثر خمس دول هشاشة في العالم تجاه أزمة المناخ بحسب تقارير الأمم المتحدة.
وتسببت هذه العوامل في جفاف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، وتراجع خزين السدود والأنهار، وتزايد الاعتماد على المياه الجوفية كمصدر رئيسي للحياة في العديد من المناطق.
وأدت هذه العوامل إلى تقلص المساحات المزروعة وتزايد التصحر وتضرر الأمن الغذائي، ما أثر بشكل مباشر على معيشة ملايين العراقيين، خصوصاً في المناطق الزراعية والريفية.
وبالتوازي مع الجفاف، يعاني العراق من نقص حاد في الخزين المائي داخل السدود والخزانات، حيث تراجعت المستويات إلى ما دون المعدلات الآمنة.
بدورها، أطلقت وزارة الموارد المائية تحذيرات متكررة بشأن تدني الخزين، وأكدت أنها تعتمد خططاً لتوزيع المياه وفق أولويات الشرب والبستنة، في ظل غياب خطة زراعية صيفية شاملة.