بقلم/ عمر الناصر
وادي حوران في صحراء الأنبار معروف بكونه منطقة جغرافية وعرة وشبه معزولة، كانت ولازالت تستخدمه التنظيمات الارهابية كمخابئ وممرات آمنة لها، واي تحركات غير اعتيادية فيه حتى لو تم رصد نشاط رعوي او بدو رُحل يفترض ان تتبعه عملية تدقيق ومتابعة مستمرة، سيما ان وجود أعداد كبيرة من الأغنام هناك قد يتم تفسيره أمنياً في عدة اتجاهات وابعاد :
البعد الاول : غطاء وتمويه لتحركات مشبوهة :
ربما تم استخدام الأغنام كوسيلة للتغطية على حركة ارهابيين في المنطقة ، بحيث ممكن استغلالها كستار لإخفاء نشاط بشري أو تنقل عناصر إرهابية بين الكهوف والوديان ، وقد يكونوا الرعاة في بعض الحالات هم عناصر استخبارية او عيون مدنية للتنظيمات الارهابية غير مشكوك فيهم، تكون مهمتهم نقل المعلومات عن تحركات القوات الأمنية والقطعات العسكرية واستكشاف خطوط الامداد.
البعد الثاني : تأمين الإمدادات :
وجود مواشي بأعداد كبيرة قد يعني أن هناك مصدرًا غذائيًا محتملًا قريب من متحصنين أو جماعات مسلحة تحتاج إلى لحم وحليب وغذاء ، خصوصاً بأن تنظيم داعش يستخدم نظرية " الذئاب المنفردة " في تحركاته بين الحين والاخر ، وليس من المستبعد أن يكون الرعاة قد تم تهجيرهم قسريًا أو قتلهم في نزاع محلي ما ترك القطعان سائبة، خصوصا ان بعض التقارير الميدانية تشير إلى أن داعش وغيره من التنظيمات كانوا يصادرون قطعان الأغنام لتمويل أنفسهم أو لإطعام مقاتليهم بعد ام تم التضييق وتجفيف مصادر تمويلهم.
البعد الثالث : العامل الاقتصادي :
هناك عودة لعوائل نازحة امتهنت الرعي، لكن في هذه المناطق الحساسة عادة ما يكون الأمنيون حذرين من أي تجمع غير مراقب قد يفضي الى استغلالهم من قبل التنظيم في قضايا الدعم اللوجستي، خصوصاً اذا ما تستغل الأغنام كواجهة لعمليات تهريب عبر صحراء وادي حوران الذي يُعد ممر استراتيجي مهم للتهريب بين العراق وسوريا والأردن (مخدرات، أسلحة، بضائع)، ويؤمن خطوط إمداد غير شرعية والرعاة أحياناً يتم استخدامهم كوسيط او ناقل كما كان عليه الوضع بين عام ٢٠٠٣ وعام ٢٠١٧ .
الاستنتاج الأمني:
وجود هكذا أعداد كبيرة من الأغنام في وادي حوران دون رعاة ليس مجرد مشهد طبيعي، بل هو مؤشر يتطلب رصد استخباري وتحقيق دقيق للجهة المالكة له ، لأن الرعي في منطقة حساسة ومعروفة كهذه سيعطي اشارات غير مطمئنة بوجود ربما خلية مسلحة قريبة ، مع درجة احتمالية متوسطة الى عالية بوجود تهديد حقيقي من خلال
فخ او كمين ووجود عبوات ناسفة في محيط المكان لغرض استدراج القوات الامنية الى الوادي.
انتهى //
خارج النص // تكثيف الاستطلاعات الجوية ورصد الاتصالات في تلك المنطقة من خلال تفعيل الجهد الاستخباري لان مثل هذه الإشارات غالباً تكون “نصف الحقيقة” التي ربما تكشف عن وجود تهديد أكبر ربما في المستقبل .