محمود الهاشمي
مدير مركز الاتحاد للدراسات الاستراتيجية -بغداد
وانت تطالع الاخبار وتشاهد الفديوات لرجال عرب
من البدو السوريين وهم يتمنطقون بالبنادق ويهتفون للقضاء على
اهالي (الدروز ) في سوريا ثم يقتحمون منطقة السويداء ويقاتلون حد التضحية بالنفس،
ليس عليك سوى ان تتوقف امام هذا المشهد المأساوي ،بعد ان تساقط العشرات من المقاتلين
صرعى وبعد ان طال المنازل الحريق ونهبت الاموال والممتلكات وتعالت صرخات النساء والاطفال وشوهدت الجثث صرعى في الطرقات ..
الذين تقدموا من مقاتلي البدو العرب الى السويداء حيث احياء الدروز يقارب ال(٥٠)الف شبابا وشيبا وكثير منهم اقلتهم عجلات الخضر ووسائط اخرى .
جيش الكيان الصهيوني تدخل بامر من قياداته واستهدف مجاميع المقاتلين البدو وقتل البعض منهم وكذلك استهدف
القوات الرسمية السورية وفرض الهدنة وفق مقاساته .
النائب اللبناني الدورزي (وئام وهاب )بعد هجوم القوات السورية على منطقة السويداء
حيث الشعب الدورزي سألته مقدمة البرامج في قناة الجديد اللبنانية عن رايه ومن يكون فاجاب (انا عربي دورزي موحد
ولكن اذا احمد الشرع عربي فانا بريء من العروبة )!
كما غرد نفس النائب بالترحيب بالقوات الصهيونية حين تدخلت لصالح الدروز في السويداء ..
الجيش الصهيوني من جهته أذِنَ لعشرات الإسرائيليين من الدروز المجندين ان يعبروا إلى سوريا قرب قرية درزية
في منطقة مجدل شمس، وهي قرية درزية في هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.
قبائل عربية من الاردن والعراق استجابوا لنداء شيوخ البدو في سوريا للتطوع وقتال (الدروز )بالسويداء.
المعادلات اعلاه تنبيء الى ان الامة العربية -تماما-تعيش خارج واقعية الاحداث وانها مستعدة ان (تقاتل)ومستعدة ان (تموت)من اجل مشروع الكيان الصهيوني وليس من اجل مشروع تحرير الارض وفلسطين وقضايا الامة الرئيسية .!
هكذا قَبِلَ القادة العرب بالتغيير الاخير بسوريا وتوافدوا على دمشق مرحبين مهلهلين بان بشار (المجرم )ذهب وجاء
(احمد الفاتح الشرع )ترى هل يجهل القادة العرب تاريخ ابو محمد الجولاني ؟
لاشك انهم يحفظون تاريخه الارهابي عن ظهر قلب ولكنهم
يحسنون ارضاء عدوهم دائما
ويقدمون له الولاء ويرون في
بيان (الشرع )القاضي ب؛-
١-القضاء على النفوذ الايراني
٢-القضاء على حزب الله
٣-لاقتال مع اسرائيل
٤-لسنا امة بكاء ولطم وعويل .
يمثل وجهة نظرهم المتطابقة
مع وجهة نظر امريكا واسرائيل ..
نحن العرب (خارج المعقول )ترى كيف اجتمع خمسون الف مقاتل بظرف يومين لمقاتلة ابناء وطنهم
واهلهم الذين عاشوا معهم قرونا وعجزوا ان يدافعوا عن تراب وطنهم حين استولى عليها الصهاينة في الجولان ؟
ترى من الذي قتل السوريين في الساحل وهجرهم ؟
هذا كله يجري وسط ترحيب عربي ،وبعلم جميع القادة العرب ان سوريا في الطريق الى التجزئة والإقتتال الطائفي الخ ..
لستُ متعجبا حين شهدت حماسة القادة العرب وهم يمنعون الصواريخ الذاهبة الى الارض المحتلة دفاعا عن اسرائيل ..ولستُ متعجبا ان الاف الاطنان من المساعدات تجثو على بعد امتار عن اهل غزة الذين يتساقطون جوعا وليس هنالك من يجرأ على ايصالها ..
ولستُ متعجبا حين يذبح الصهاينةُ الابرياءَ في لبنان وسوريا والعراق واليمن والارض المحتلة والقادة العرب يتوسلون امريكا ان تلحقهم بقطار التطبيع ..
ولستُ متعجباً ان يجتمع ابناء العروبة بالاف مؤلفة لسلب سلاح حزب الله وتسليمه لاسرائيل ..ولستُ متعجبا ان تجتمع القبائل العربية للهجوم على انصار الله باليمن وقتالهم
لانهم يقاتلون الكيان الصهيوني.
لست متعجبا ان الحسين عليه السلام في اخر لحظة قبل استشهاده القى الحجة على الجموع في واقعة الطف بكربلاء (هَلْ مِنْ ناصِرٍ یَنْصُرُني)فلم يستجب له احد ،حيث يبدو ان
ابناء اليوم هم ابناء الامس ..
فالسلام عليكم يااهل غزة
تنادون (هل من ناصر ينصرنا )فيعود الصدى (خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ ۖ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ۖ).