إعلان فرنسا الاعتراف بدولة فلسطين " الأبعاد ا والتداعيات "

كاتب 3 25/07/2025 - 01:01 PM 31 مشاهدة
# #

بقلم قاسم جاسم
في خضم الاحداث المتسارعة وعلى وقع الجرائم التي ترتكبها اسرائيلي  في غزة من قتل جماعي وحصار وعمليات تجويع وجرائم حرب لاتغتفر انتفض الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وفي خطوة وصفت بالتاريخية الى نية بلادها الاعتراف بدولة فلسطين، ليضع باريس في صدارة العواصل الأوروبية الكبرى التي تتخذ هذا الموقف بعد سنواتٍ من التردد والمراوحة الدبلوماسية لياتي هذا العلان في سياق تصاعد الضغوط الدولية لإنهاء الجرائم الإسرائيلية التي ترتكب في غزة وتحريك ملف حل الدولتين الذي ظلّ حبرًا على ورق لعقود.

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام.
ففرنسا تعد من الدول البارزة والداعمة لحل الدولتين، وكانت تلعب دور الوسيط بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي  لكنها توقفت عند حدود الدعم السياسي والإنساني دون ترجمة ذلك إلى اعتراف رسمي ، خلافًا لبعض دول أوروبا الشرقية ودول الجنوب العالمي، الان التحولات الإقليمية وتزايد العزلة الدولية لإسرائيل بسبب سياساتها الاستيطانية والحرب الأخيرة على غزة ربما كانت الدافع الأكبر وراء هذا التغيير الجذري في الموقف الفرنسي.
يُتوقع أن يكون لإعلان فرنسا تأثيرٌ مضاعف على الصعيد الأوروبي والدولي ففي اوربا قد يشجع هذا القرار دولًا أخرى  مثل ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا على اتخاذ خطوات مماثلة، خاصة في ظل الضغوط الشعبية المتزايدة لدعم الحقوق الفلسطينية .
اما على مستوى الأمم المتحدة فان هذا الاعتراف سيعطي دفعة جديدة للمساعي الفلسطينية لنيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وهو ما سيزيد من عزلة إسرائيل دبلوماسيًا.
وفي مايتعلق في علاقات فرنسا الدولية فان هذا الموقف قد يعزز صورة فرنسا كقوة دبلوماسية مستقلة عن امريكا، خاصة وأن واشنطن لا تزال أكبر داعم لإسرائيل سياسيًا وعسكريًا.
وبالنسبة الى تداعيات القرار على إسرائيل فان هذا الاعتراف لم يأتِ في سياقٍ عادي، بل في وقت تواجه إسرائيل فيه انتقادات حادة على المستوى الدولي بسبب الحرب الاخيرة وهو ما سيؤدي بالنهاية الى تداعيات  مباشرة، منها على سبيل المثال زيادة العزلة الدبلوماسية لاسرائيل التي  قد تجد نفسها مضطرة إلى التعامل مع موجة اعترافات جديدة تُضعف موقفها التفاوضي ، اما على المستوى الداخلي فقد تستخدم المعارضة الاسرائيلية القرار الفرنسي كأداة لمهاجمة الحكومة وتحميلها مسؤولية الفشل الدبلوماسي ، هذا فضلا  عن التأثيرات ألامنية التي قد تزيد التضامن الدولي مع الفلسطينيين، وقد تواجه إسرائيل موجة جديدة من المقاطعات الاقتصادية والثقافية.
ويبقى السؤال الأهم هل سيكون لهذا الاعتراف أثر عملي على الأرض؟ فالتجربة تشير إلى أن الاعترافات وحدها لا تكفي إذا لم تترافق مع ضغوط سياسية واقتصادية تجبر إسرائيل على التفاوض الجاد لكن رغم ذلك، فإن الخطوة الفرنسية تشكل رسالة قوية بأن حل الدولتين لم يمت بعد، وأن المجتمع الدولي لا يزال قادرًا على إحياء هذا المسار إذا توفرت الإرادة.
في المحصلة، يمثل إعلان الرئيس الفرنسي الاعتراف بدولة فلسطين محطة مفصلية في مسار الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي. وبينما يحتفي الفلسطينيون بهذه الخطوة كإنجازٍ سياسي طال انتظاره، ستبقى التحديات كبيرة ما لم تتحرك قوى كبرى أخرى لدعم هذا الاعتراف بخطوات عملية تُرغم إسرائيل على إعادة حساباتها.

حقوق الطبع والنشر © Video IQ