تحركات بغداد لإلقاء القبض على "الرئيس السوري" تدخل حيز التنفيذ

كاتب 4 20 نيسان 2025 3636 مشاهدة
# #

أثار اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بالرئيس السوري الحالي أحمد الشرع الدعو سابقا "أبو محمد الجولاني"، موجة من الجدل وردود الفعل السياسية الغاضبة، خصوصًا من أعضاء في مجلس النواب، الذين اعتبروا اللقاء سابقة خطيرة ومساسًا بدماء الضحايا العراقيين الذين سقطوا على يد الجماعات الإرهابية.
 
وفي تصريح خاص لـ "وكالة فيديو الإخبارية"، قال عضو لجنة النزاهة النيابية، هادي السلامي، إن العراق لن يسمح بأن يكون مأوى أو محطة عبور للإرهابيين، مؤكدًا أن المدعو "الجولاني" شخصية متورطة بشكل مباشر في سفك دماء الآلاف من الأبرياء في العراق وسوريا.
 
وأضاف السلامي: “لن نستقبل الإرهابيين والسفاحين في العراق، والجولاني متورط بسفك دماء العراقيين، وهناك مليار علامة استفهام على لقاء السوداني به”. كما دعا الحكومة إلى توضيح طبيعة اللقاء وأسبابه، خاصة وأن الجولاني يُعد أحد أبرز قادة التنظيمات المسلحة التي خاضت معارك دامية في المنطقة.
 
 
اعتقال الجولاني في بغداد 
 
 
من جانبه أكد المحلل السياسي عباس الفتلاوي، اليوم الأحد، أنه سيتم اعتقال الرئيس السوري الحالي أحمد الشرع "الجولاني" فور دخوله العاصمة العراقية بغداد، وذلك بسبب وجود مذكرة قبض نافذة بحقه.
 
وقال الفتلاوي، في تصريح خاص لـ"وكالة فيديو الإخبارية"، إن "الجولاني ارتكب جرائم عديدة بحق العراقيين، وقتل العديد منهم وسفك دماء الأبرياء عندما كان ينتمي إلى تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين".
وأشار إلى أنه "يجب على العراق عدم مسامحته أو التعامل معه، كونه مجرد إرهابي لا يزال يحمل فكراً طائفياً وعنصرياً".
 
واستشهد الفتلاوي "بحادثة الساحل السوري التي ارتكبتها قوات الجولاني في أوائل فترة حكمه لسوريا، والتي شهدت عمليات تطهير عرقي بحق الطائفة العلوية".
 
وأكد الفتلاوي في ختام حديثه أن "على العراق أن يتعامل بحذر شديد مع الجولاني".
 
 
 
زعيم العصائب غاضب 
 
 
إلى ذلك حذّر الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق، الشيخ قيس الخزعلي، من تداعيات محتملة في حال حضور رئيس النظام السوري الحالي إلى العراق ابو محمد الجولاني، مشيراً إلى أن الزيارة تعد “سابقة لأوانها” نظراً لوجود مذكرة اعتقال نافذة بحقه.
 
وقال الخزعلي في تدوينة على منصة التواصل الاجتماعي تابعته "وكالة فيديو الإخبارية" ، إن"وجود علاقات بين البلدين الشقيقين، العراق وسوريا، أمرٌ ضروري، وفيه مصلحة مُشتركة، إلَّا أنَّ حضور رئيس النظام السوري الحالي إلى العراق يُعد سابقًا لأوانه، لأنَّه قد يؤدي إلى تداعيات إذا تمَّ تطبيقُ القانون واعتقاله من قِبَل القوات الأمنيَّة، نظراً لوجود مذكرة اعتقال نافذة بحقه".
 
وأضاف، أنه"على ضوء ذلك، وعملاً بمبدأ فصل السُلطات، يجب الالتزام بقرارات القضاء العراقيِّ واحترامها من الجميع".
 
 
 
سخط شعبي وحقوقي 
 
 
 
من جهتها ترى الأوساط الشعبية والحقوقية، أن أي محاولة لإعادة تدوير شخصيات متورطة في الإرهاب تمثل استخفافًا بتضحيات العراقيين وبدماء الشهداء الذين سقطوا خلال المعارك ضد “القاعدة” و”داعش” وغيرهما من التنظيمات الإرهابية.
 
ويأتي هذا الجدل في وقت حساس تمر به المنطقة، وسط مساعٍ إقليمية ودولية لإعادة رسم خرائط النفوذ السياسي والأمني في كل من سوريا والعراق، وهو ما يدفع بعض الأطراف، وفقًا لمحللين، إلى اتخاذ خطوات مثيرة للجدل بحجة “المصالحة” أو “الاستقرار”.
 
 
50 توقيعاً نيابياً رفضاً لدخول الجولاني الى بغداد
 
 
 
هذا وأكد النائب مختار الموسوي، اليوم الاحد، جمع أكثر من 50 توقيعاً نيابياً رفضاً لدخول الجولاني الى بغداد.
 
وقال الموسوي في تصريحات صحفية تابعتها "وكالة فيديو الإخبارية"، ان "مجلس النواب، بعد دعوة السوداني للجولاني لزيارة بغداد، قام بتجميع 54 توقيعاً نيابياً لإصدار قرار يطالب الحكومة بإلغاء هذه الدعوة، وذلك نظراً للخلفية المعروفة للجولاني مع الجماعات الإرهابية".
 
واوضح ان "زيارة الجولاني للعراق قوبلت برفض واسع من قبل أغلب الكتل السياسية"، مشددًا على أن "الحكومة غير مضطرة للقاء شخص يحمل هذا التاريخ الدموي".
 
ودعا الموسوي "الحكومة إلى التريث وتغليب المصلحة الوطنية، وعدم فتح الباب أمام شخصيات مثيرة للجدل وتاريخها مرتبط بالإرهاب".
 
يشار إلى أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، خلال كلمة له في " ملتقى السليمانية التاسع" قد وجه دعوة إلى الجولاني، لحضور القمة العربية التي تستضيفها العاصمة بغداد في أيار المقبل.

حقوق الطبع والنشر © Video IQ