تتوالى الانسحابات من التحالف الانتخابي المزمع تشكيله بقيادة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، مما يضع مشروع التحالف في مهب الريح قبل ولادته رسمياً. فبعد انسحاب الأمين العام لمنظمة بدر، هادي العامري، أعلنت شخصيات بارزة أخرى تخليها عن التحالف، من بينها رئيس تحالف “خدمات” أحمد الأسدي، والأمين العام لحركة انصار الله الأوفياء الشيخ حيدر الغراوي، وزعيم كتائب الإمام علي شبل الزيدي.
مصادر سياسية مطلعة كشفت، اليوم الثلاثاء، لـ”وكالة فيديو الإخبارية” أن الانسحابات جاءت احتجاجاً على ما وصفوه بـ”النهج الإقصائي” لرئيس الوزراء، وسعيه للانفراد بالقرار داخل التحالف، دون الرجوع إلى باقي القوى المنضوية فيه أو إشراكهم في رسم السياسات الانتخابية وخطط التحرك المقبلة.
وبحسب المصادر، فإن الانسحابات جاءت بعد شعور متزايد لدى الأطراف المنضوية في التكتل بأن دورها أصبح شكلياً، وأن السوداني يصر على رسم الخطط الانتخابية وإدارة التحالف وفق رؤيته الخاصة فقط.
وتضيف المصادر أن حالة من الاستياء تسود أوساط الشركاء السياسيين للسوداني، نتيجة ما اعتبروه “محاولات فرض الهيمنة” على التحالف، ما أدى إلى تآكل الثقة واهتزاز التحالف قبل أن يرى النور.
ويرى مراقبون أن هذه الانسحابات تشكّل ضربة قوية لمشروع السوداني الانتخابي، خصوصاً وأن الأسماء المنسحبة تمثل ثقلاً سياسياً وشعبياً لا يمكن تجاهله، وقد تعيد خلط أوراق المشهد السياسي، وتدفع باتجاه تحالفات جديدة أكثر مرونة وتوازناً في صنع القرار، في ظل استعدادات القوى السياسية لخوض الانتخابات النيابية المقررة في 11 نوفمبر المقبل