Weather Data Source: 30 days weather Baghdad
بغداد
عاجل

تحذيرات من "أطالة أذرع واشنطن الاقتصادية" في العراق.. هل تهدد السيادة؟

#
كاتب 3
6/11/2025 | 02:28 PM

أطلق مراقبون ومختصون عراقيون تحذيرات شديدة من مغبة توسع النفوذ الاقتصادي الأمريكي داخل العراق، مشيرين إلى أن سلسلة الصفقات الحكومية الأخيرة قد تحمل تبعات أمنية واقتصادية خطيرة تهدد المصالح الوطنية والسيادة العراقية.

ويأتي هذا القلق على خلفية توقيع اتفاقيات كبرى في قطاعي النفط والطيران، تزامنت مع خطوة أمريكية لافتة بتعيين مبعوث خاص جديد للعراق.

توسعة المطار وصفقة "إكسون موبيل": عودة أمريكية مثيرة للجدل
رعى رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، أمس الأربعاء مراسم توقيع إحالة عطاء مشروع تطوير وتوسعة وتشغيل مطار بغداد الدولي إلى ائتلاف CAAP، الذي تقوده شركة كوربوراسيون أمريكا للمطارات الأمريكية.
 ويُنظر إلى تسليم إدارة مرفق استراتيجي وحيوي مثل مطار بغداد لشركة أمريكية بأنه قد يحمل أبعاداً أمنية تتجاوز الجدوى الاقتصادية.
كما شهدت الفترة الماضية عودة شركة إكسون موبيل الأمريكية إلى المشهد النفطي العراقي بعد انقطاع دام عامين، حيث وقّعت الحكومة العراقية اتفاقاً معها بخصوص حقل مجنون النفطي في البصرة. ويشمل الاتفاق تطوير البنية التحتية لتصدير النفط العراقي في الجنوب، بالإضافة إلى اتفاق لتقاسم أرباح تجارة النفط الخام والمنتجات المكررة.

انتقادات حادة وتحذيرات من المساس بالسيادة
عبّر مختصون عن قلقهم العميق وانتقادهم الشديد لهذه الصفقات، واصفين إياها بأنها "تعاقدات غير مدروسة جيدًا" وتنطوي على "عدة محاذير" تهدد مصالح العراق الاقتصادية والأمنية والتزاماته الدولية.
وتتلخص أبرز محاور القلق والتحذير فيما يلي:
*مصير حصة "أوبك بلس": تساءل المنتقدون عن الأبعاد الحقيقية لخطط زيادة إنتاج النفط عبر بوابة اكون موبيل، مستفسرين عما إذا كان العراق "ينوي الخروج من تحالف أوبك بلس لضمان التصدير خارج السقوف منفردا، أو أن لديه نية إعادة التفاوض مع دول المنظمة لزيادة حصة العراق".

*ورقة الابتزاز النفطية: حذر المختصون من سعي كبرى شركات النفط الأمريكية لخزن نفط العراق خارج الحدود، معتبرين ذلك "بمثابة ورقة ابتزاز للعراق مستقبلاً في حال أي موقف عراقي لا يلائم سياسات واشنطن".
وجرى تشبيه هذا الخطأ بالخطأ الاستراتيجي السابق المتمثل بوضع مبالغ تصدير النفط العراقي في البنك الفيدرالي الأمريكي في زمن حكومة مصطفى الكاظمي.

*السيادة والتبعية: شدد المحللون على أن تراكم هذه الإجراءات، من السيطرة على مطار استراتيجي إلى خزن النفط في الخارج، يجعل العراق "بشكل واضح بلا سيادة وتابع لإرادة واشنطن في المنطقة والعالم".

مارك سافايا: مبعوث "خارج القنوات" يعزز المخاوف
تزامنت هذه الخطوات الاقتصادية مع تعيين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لرجل الأعمال من أصل عراقي، مارك سافايا (40 عاماً)، مبعوثاً خاصاً إلى العراق.
أثار هذا القرار نقاشاً واسعاً في الأوساط السياسية والأمنية العراقية، حيث يُنظر إليه كدلالة على "توجه أمريكي جديد للتعامل المباشر مع الملف العراقي بعيداً عن القنوات الدبلوماسية المعتادة". وفي المقابل، يرى مراقبون أن خلفية سافايا التجارية وولاءه السياسي، وأصوله العراقية، قد تمنحه مدخلاً مرناً للمشهد العراقي المعقّد، لكن خطوة التعيين نفسها عززت الشكوك بوجود خطة أمريكية متكاملة لزيادة النفوذ.