أبعاد زيارة السوداني إلى أربيل ولقائه مسرور بارزاني.. رسائل سياسية وتوازنات حرجة

كاتب 3 13 نيسان 2025 137 مشاهدة
# #

في زيارة رسمية تحمل أبعادا سياسية واقتصادية مهمة، التقى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، برئيس مجلس الوزراء الإقليم مسرور بارزاني في أربيل، في وقت تشهد فيه العلاقة بين بغداد وأربيل مرحلة دقيقة تتطلب حوارات بناءة لتجاوز التحديات القائمة.
 
الزيارة، التي جاءت وسط حراك سياسي في إقليم كردستان لتشكيل حكومة جديدة، عكست توجه السوداني نحو تعزيز الاستقرار السياسي في الإقليم، وتثبيت التفاهمات ضمن إطار تحالف "إدارة الدولة"، إلى جانب السعي لإعادة بناء الثقة التي تأثرت بفعل الأزمات المتراكمة خلال السنوات الماضية.
 
وبحث اللقاء عددا من الملفات الجوهرية، أبرزها استئناف تصدير النفط من الإقليم، المتوقف منذ قرار المحكمة الاتحادية والخلافات مع الجانب التركي، حيث أكد الجانبان أهمية تذليل المعوقات الفنية والقانونية بما يضمن استدامة الصادرات النفطية في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجه البلاد.
 
كما تم التطرق إلى التحضيرات الجارية للتعداد العام للسكان، الذي يعد من أبرز الملفات ذات البعد السياسي، لاسيما في ما يتعلق بالمناطق المتنازع عليها.
 
وأكد الطرفان ضرورة إجراء التعداد بصورة شاملة ومحايدة، بما يخدم أهداف التخطيط التنموي ويجنب التسييس.
 
الملف الأمني كان حاضرا بقوة في المحادثات، حيث جرى التأكيد على أهمية تعزيز التنسيق بين القوات الاتحادية وقوات البيشمركة، لمواجهة التهديدات الإرهابية خصوصا في مناطق الفراغ الأمني.
 
وتم الاتفاق على تبادل المعلومات الأمنية والعمل المشترك لسد الثغرات، مع التأكيد على أن نجاح هذا التعاون يتطلب بناء ثقة متبادلة.
 
اللقاء حمل أيضا رسائل واضحة مفادها أن وحدة العراق وسيادته تمثل أولوية مشتركة، مع تأكيد الطرفين على أهمية مواصلة الحوار لحل القضايا العالقة، وعلى رأسها الموازنة، وملف النفط، وتقاسم الموارد، بما يحقق العدالة لجميع مكونات الشعب العراقي.
 
ورغم الأجواء الإيجابية التي طغت على التصريحات، إلا أن المراقبين يرون أن ترجمة هذه التفاهمات إلى واقع عملي ما زالت تتطلب إرادة سياسية حقيقية وقرارات حاسمة من الطرفين.
 
وتعد هذه الزيارة واحدة من المحطات المفصلية في مسار العلاقة بين المركز والإقليم، في ظل التحديات المتعددة التي تواجه العراق، سياسيا وأمنيا واقتصاديا، وسط تطلعات شعبية متزايدة لتحقيق استقرار دائم وتنمية متوازنة في عموم البلاد.

حقوق الطبع والنشر © Video IQ